السعادة الحقيقية

السعادة للباحث عن السعادة

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين في كل لمحة ونفس كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانة .

والصلاة والسلام على خير الانام محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه الى يوم الدين وعلينا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين.

التقديم:
اقدم هذه الرسالة: السعادة للباحث عن السعادة
اولاً: الى نفسي المذنبة الخاطئه المقصرة لاذكرها ...
ثانيا: الى كل انسان تصل هذه الرسالة اليه والى كل من بحث عن السعادة فلم يجدها ولست اقصد بالسعادة السعادة العابرة القصيرة بالملذات وكل ما يوبق الانسان لا وانما السعادة الدائمة في الدنيا والاخرة.
وما دفعني الى تقديم هذه الرسالة هو ما وجدته اولا بنفسي ثم بالاخرين ..

اذا : ماذا وجدت؟
وجدت ثلاثة اصناف من الناس يبحثون عن السعادة فلم يجدوها وهم:
الصنف الاول: صنف بسطاء حالتهم كادحة.
الصنف الثاني: صنف ( ميسورين الحال).
الصنف الثالث: صنف (مترفون/ اغنياء).
فالصنف الاول لعلهم يجدون السعادة الزائفة اكثر من بقية الاصناف.
والصنف الثاني لعلهم يجدون السعادة اكثر من الصنف الثالث.
اما الصنف الثالث فهم اكثر الاصناف بحثا وافتقادا للسعادة ..
وانما اقصد بهؤلاء الاصناف ممن يبحثون عن السعادة ولا يجدونها وليس الجميع وهؤلاء الاصناف في هذه الايام من اكثر فئات المجتمع.
فالصنف الاول (البسطاء ) ممن يبحث عن السعادة ولم يجدها ينظرون الى من فوقهم من الاصناف ويحسدونهم على ما بحوزتهم وما يملكونه من: ( متاع الدنيا من منازل-سيارات- اموال- ارصدة- ملابس ...الخ.)
كما انهم يحاولون بشتى الوسائل وابشع الطرق ان يبلغو مبلغهم ويصلوا الى ما وصلوا اليه ولو فكروا في انفسهم لوجدوا ان سعادتهم تفوق سعادة بقية الاصناف بعض الشيء.
قد يقول القائل لماذا؟
اقول ان هؤلاء الصنف ولكونهم بسطاء (عدماء) ينامون قريري العين بعض الشيء وبين اهليهم وذويهم عن بقية الاصناف الذين ياتي الليل عليهم وهم مشغولون باموالهم وتجاراتهم وحساباتهم منعزلون عن اهليهم ونساءهم يتمنى اهليهم ان يتفرغوا لهم والجلوس معهم .
والصنف الثاني: ممن يبحث عن السعادة ولم يجدها ينظرون الى الصنف الثالث كم ينظر اليهم الصنف الاول وابلغ من ذلك ، كما انهم ينظرون الى الصنف الاول بالاحتقار والسخرية والاستهزاء متناسين انهم بشر مثلهم.
اما الصنف الثالث: ممن يبحث عن السعادة ولم يجدها فينظرون الى بقية الاصناف كما ينظر الصنف الثاني الى الصنف الاول اضافة الى كون طمعهم اكبر يحاولون ايجاد المزيد من الاموال والممتلكات يرتكبون كل ما يخطر ببالهم دون الخوف من الله بحثا عن السعادة فلم يجدوها حتى ان بعضهم يقوم بتحويل جسمه الى الجنس الثالث لهثا وراء السعادة فلم يجدها وفي الاخير لا يجد حلا له الا الانتحار فينتحر فيخسر الدنيا والاخرة.
وهناك احصائيات في دول الغرب مقاسة بالارقام لاغلب رجال الاعمال والاغنياء الذين انتحروا لعدم حصولهم على السعادة .
فإلى كل من انسان يبحث عن السعادة فوجدها .. ليتذكر ..

والى كل انسان يبحث عن السعادة فلم يجدها اقول له:
هل انت تبحث عن السعادة وتريد الحصول عليها اذا كنت كذلك فتابعني بفؤادك وقلبك وجوارحك وكل احاسيسك فلنبدا:

قبل ان نبداء اسأل نفسك او دعني اسألك لنفرض انك مرضت وصارت حياتك مرهونه بايجاد كلية عوضا عن كليتك المنتهيتان ولم يبقى بينك وبين الموت الا القليل وفجأة حضر شخص ما وقال انا ساتبرع لهذا الشخص بكليتي وفورا تبرع لك باحدى كليتيه وعدت بفضل الله الى الحياة فقد تمت زراعة الكلية بنجاح وصرت مدينا له بحياتك.
فما رايك لو طلب منك هذا الشخص شيء ما اكنت تتهاون عن تنفيذه لا بل انك سوف تقوم باسرع ما يمكن بتنفيذ ما يطلب منك كشيء من رد الجميل..
اذا ما بالك بمن خلقك واعطاك كليتين وقلب وسمع وبصر وعقل وعافية ....الخ. فاعلم انك لو افنيت عمرك في طاعة الله ما وافيت الله حق نعمة واحدة من نعمه عليك ولو نعمة البصر ولكن استجب لله وتقرب اليه بطاعة اوامره والانتهاء عن نواهيه........
الا تستحي من نفسك ان تعصي الله وقد وهبك ما وهبك واعطاك ما اعطاك انه يامرك بالصلاة والصيام وغص البصر والرحمة والتوبه وليس محتاجا الى ذلك وانما لما سينفعك في الدنيا والاخرة فلماذا تعرض عن الله وعن عبادته

وكيف تريد السعادة وانت معرض عن ذكر الله
اقراء وتفكر بقوله تعالى: (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا)
من ظاهر الاية يتضح ان من اعرض عن ذكر الله وانحاز عن تعاليم دين الاسلام لن يجد السعادة ( فان له معيشة ضنكى) في الدنيا والاخرة.
اذن لكي تحصل عن السعادة وتصرف الضيق والضنك عنك ما عليك الا الاتجاه الى الله والتوبه قد تتساءل : اني قد اذنبت ذنوب كثيرة فلا فائدة فهل يقبل ربي توبتي ويغفر ذنوبي؟
فاسمع ما يخاطبك به ربنا تعالى قائلا لك ولكل من اسرف على نفسه بالذنوب:
(قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا)
اذن ماعليك الا ان تبداء ولكن من اين:
اقول لك:
اولا: عليك ان تكف عن الذنوب والمعاصي وتنوي وتعقد العزيمة على عدم ارتكابها .
ثانيا: ان تستغفر الله لذنوبك.
ثالثا: ان تقيم الصلاة المفروضة في اوقاتها وتحاول قدر الاستطاعة ان تؤديها في المسجد.
رابعا: ان لا تتساهل او تتكاسل عن قول اذكار الصباح والمساء فان تساهلت فقد فاتك الخير الكثير ومنها: (التسبيح (33) مرة والحمد (33) مرة والتكبير (33) مرة عقب كل صلاة تؤديها فقد ورد في السنة ان من فعل ذلك غفرت له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر.
وبقية الاذكار تستطيع الحصول عليها من الكتبيات والرسائل الموجودة والمنتشرة في كل المكتبات والمساجد.
لكني ساذكر لك بعض منها ولعلها الاهم:
1- بمجرد ان تنتهي من صلاة الفجر والمغرب قل (سبع ) مرات:- (حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) وهي اخر اية في سورة التوبة.
ولتكن ثقتك بالله كبيرة فان فعلت فقد كنت في حما الله من شر كل عدو.
2- قل ( عشر) مرات..
(لا اله الاه الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير)
ثم استغفر سبع مرات ، ثم اقراء اية الكرسي وسبح وحمدل وكبر كل(33) اجمالي (99) وقل تمام المائة:(لا اله الاه الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير)
ثم صلي وسلم على سيد المرسلين ثم ادعو لنفسك واهلك والمسلمين بخير.
ثم حاول قدر المستطاع ان تكون على وضوء وان لا يزال فمك رطبا بذكر الله.
فقد ورد في الحديث القدسي ان من شغله ذكر الله عن أي شيء اعطاه الله افضل ما يعطي السائلين) لا اله الا الله .. ماذا تريد بعد هذا.

خامسا: اجعل ثقتك بالله كبيرة واعلم انه لن يصيبك الا ما كتبه الله لك من خير او شر فالذي يصيبك من الخير فهو من الله وما يصيبك من سوء فهو من نفسك ببعض ذنوبك وابتلاء من الله سبحانه فلا تثق الا بالله وحده لا شريك له هو النافع وهو الضار لا ينفعك الا الله ولا يضرك الا الله فانبذ واترك واهجر من تتوهم او يدور بعقلك انه قد ينفعك او يضرك واعبد الله وحده لاشريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد .. لم يتخذ صاحبة ولا ولد.
سادسا: ان تنظر الى من هو اسفل منك أي اقل منك مالا وجاها وغنى وارحمه واحمد الله انك احسن منه حالا وان لا تنظر الى من هو ارفع منك مالا وجاها وغنى فربما ان الله صرف عنك ذلك لعلمه ان ذلك خيرا لك فلو اعطاك لطغيت وبغيت وهذه النقطة هي من اعظم وجود السعادة
الا وهي القناعة ان تقنع بنصيبك تقنع بما اعطاك الله تكون راضيا بما انت عليه مسلما بذلك غير منزعج وهي انك حينما ترى من هو اعلى منك جاها اومالا ا و سلطانا فانك تزعل نفسك وتتمنى ان تصير مثله فاقنع بما اعطاك الله فاعلم انك بالتقوى افضل واكرم من ذاك فربما ذاك الشخص عاص لله و لم يؤدي ما يجب عليه من اخراج الزكاة والصدقة او ان ما يملكه ملكه بالحرام ولا يعجبك ماله ولا اولاده...
ولتتذكر ولتقراء قوله تعالى(فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون) تكفيك هذه الاية ان كان لك قلب.
وان كنت رئيسا او مسؤلا عن جماعة فاعلم انك مسئول عنهم امام الله وان الله سيحاسبك عليهم فارحمهم ولا تاكل حقوقهم وتصدق من مال الله الذي اعطاك وتعاون وتعاطف معهم وحل مشاكلهم فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
سابعا: ان تدعوا الله وانت متيقنا بالاجابة فلقد قال :
(واذا سألك عبادي عني فاني قريــــــــب اجيب دعوة الداع اذا دعان) لكن بشرط
قد تقول اني ادعو الله فلا يستجيب لي : اذا اوضح لك اان الله اشترط اجابة الدعاء بقوله مباشرة بعد الاية السابق (فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون).
اذا اذا اردت استجابة دعائك عليك الاستجابة لله باتباع اوامره والانتهاء عن ما نهى عنه وان تؤمن به وتؤمن بالقضاء والقدر
وايضا ان تتوخى مواطن الدعاء مثلا هناك اوقات تستجاب فيها الدعوة اورد لك بعضا منها:1- عند السجود 2- عند نزول الغيث 3- في الثلث الاخير من الليل حيث يتجلى ربنا الاخير 4- عند الافطار من الصيام .
وايضاً من شروط استجابة الدعاء ان لا تقول دعوت الله فلم يستجيب لي .
لابد ان يكون مطعمك ومشربك وملبسك حلالا. فلقد قال سيد البشرية(ص) فيما معناه:
(رب رجل اشعث اغبر يدعوالله يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له).
وفي الاخير اقول لك انه ما من دعوة يدعو بها المؤمن الا كانت لها ثلاث خصائل:
1- اما ان يستجيب الله له. 2- ان يبعد عنك من السوء مثلها .
1- ان يدخرها الله لك الى يوم القيامة .. فلا تستعجل.
ولعظم ذلك يتمنى الانسان يوم القيامة ان الله لو لم يستجب له أي دعوه ولو ان الله ادخرها له لهذا اليوم.
قد تقول ان بعض الناس المقصرين يدعو الله فيستجيب لهم وهناك ناس صلحاء يدعون الله فلا يستجاب لهم ..
اقول لك : ورد ان الملائكة يقولون لله تبارك وتعالى يا ربنا ان عبدك العاصي فلانا يدعوك بكذا وكذا فيقول تعالى فيما معناه: لا اريد سماع صوته اقضو حاجته.
ويقال له يا رب ان عبدك المطيع فلانا يدعوك بكذا فيقول امسكوا عنه طلبه اني اريد ان اسمع صوته.

اذا اخي فاذا لم تستجب دعوتك قد يكون الله يحبك و يحب ان يسمع صوتك فاكثر من الدعاء ولا تبتئس من ذلك.
ايضا من شروط استجابة الدعاء ان تدعو الله في السراء والضراء.
فاذا لم يستجاب لك فراجع نفسك بما ذكر سابقا. غفر الله لي ولك.
ثامنا: اسعى في الارض بحثا عن الرزق ولا تيئس واعلم قوله تعالى :
(وما من دابة في الارض الا على الله رزقها).
فلا تخاف قلة الرزق فقد كفل ربنا الرزق لكل المخلوقات ما عليك الا ان تتوكل على الله واعلم حديث اشرف البشر(ص):
(لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وترجع بطانا)
الطير الذي ينطلق من عشه جائعا ولكن لن يعود الا شبعانا وحاملا معه قوت اولاده لماذا لانه متوكل على الله .. فتوكل اخي على الله ولا تتواكل فقل عند خروجك من البيت:
(بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله).
ولا تفزع من قلة الرزق ولتضع في خلدك قوله (ص) فيما معناه :
( من امسى معافا في بدنه يملك قوت يومه وليلته فكانما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
فلا تفزغ من قلة الرزق ولا تهتم فالرزق بيد الله فكن واثقا بالله حق الثقة .

اذن خلاصة ما سبق ذكره انك تستطيع الحصول على السعادة بـــــ:
1- ان تكون مع الله مقيما لاوامره منهيا عن نواهيه مقيما للصلاة وغيرها من الفرائص والواجبات.
2- ان تقنع بنصيبك من الدنيا وتقنع بما اعطاك الله وبما قسم لك من الرزق وان تسعى لطلب الرزق متوكلا على الله.
3- ان تنظر الى من هو ادنى منك ولا تنظر الى من هو اعلى منك .
4- ان تحاسب نفسك وان ترضي ضميرك وربك في ادائك لعملك ومهامك والا تراقب الناس فمن راقب الناس مات هما.
5- ان تتذكر الموت والقبر واليوم الاخر والحساب والعقاب فلا تظلم احدا.

بهذا اتمنى من الله ان تكون قد وجدت السعادة وفقني الله واياك لما يحبه ويرضاه وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين

رسالة: السعادة للباحث عن السعادة
تقديم: الراجي عفو ربه .. عادل الحسيني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لا تنسونا من دعائك

موضوع: رد الجمعة يوليو 23, 2010 4:01 pm

جزاك الله الف خير على هذه الرسالة ونسال الله ان ينفع بها المسلمين

موضوع: رد الخميس يوليو 29, 2010 3:35 am

جزاك الله الف الف خير على هذه الرسالة وهذا المجهود

جزاك الله خير ع الافاده

» ماهي الصداقة الحقيقية؟
» طريقك الى السعادة - your way to happiness
» الصدقة أسهل طريق إلى السعادة