مقارنة بين مصائب صدر الاسلام والحاضر , تشابهت القلوب والعبر

اثناء قراءتي لموضوع في الامس استدركت لماذا كان القران دائما يوجهنا نحو اخذ العبر من الامم السابقه فما اشبه اليوم بالبارحه.
حكام ظالمون ومقاومه ضاله عن الحق واناس ابرياء كثر يدفعون الثمن بسبب الطرفين.
ولكن الفرج يأتي من الله والعاقبه للمتقين فمن قتلهم الحاكم الظالم في الماضي او الحاضر فهم انشاء الله شهداء ومن كفرهم او قتلهم الخوارج في الماضي او الحاضر ايضا بشرهم الرسول بالخير الكثير.

ومن غرائب التاريخ ان اليمن حكمها حجاجان وليس واحد كما في العراق احدهما اخو حجاج العراق والاخر عاهد الخليفه العباسي ان يسير باليمن بسيرة الحجاج . ولكن التوثيق للماسي في اليمن ليس كما في العراق والا لبكينا كثيرا ما فعله هؤلاء باهالينا.

المقاله التاليه اقتصاصات من بحث تاريخي مطول واضفت العناوين بالاحمر من عندي لاظهر اوجه التشابه ما بين الماضي والحاضر.

الحركة الاباضية في اليمن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رئيس مركز احياء التراث بالعراق الدكتور خليل الزركاني

بينما غالب فرق الخوارج يعتبرون المخالفين كفار او مشركون فالا باضية جعلوا من تقبل منهم مؤمنا . بينما من اعرض عنهم منافق ، والنفاق ليس شركا .ولدى تقبل شهادتهم وتحرم دماؤهم ولابد من أقامه الحجة عليهم قبل قتالهم ، واغتنام أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب حلال ، فالمنافق يناكح ويوارث ويعامل في الدنيا بأحكام المؤمنين.

كان ذلك هو السبب الذي مكنهم من التناغم مع بيئتهم البشرية والحفاظ على كيان مستمر الي عصرنا الحاضر وهو مالم تتمكن من تحقيقة أي من الفرق الخارجية الاخرى

وكانت كل من الدعوة الاباضية والدعوة العباسية في سباق مع الزمن لاعلان الامامه او الخلافة (4) وكان هناك تشابة واضح بين الدعوتين في اسلوب الدعوة واعداد الدعاة والتنظيات السرية الدقيقة واستطاعت بذلك اخفاء امرهما عن عيون السلطة الاموية

ورغم ان الاباضية كانت اسبق في اعلان الامامة عام 129ه في حضر موت (3) الا انها فشلت في تحقيق اهدافها واقامة دولتها (4)بينما نجحت الدعوة العباسية عام 132هـ في مشروع اسقاط الدولة الاموية واقامة دولتها العباسية (5)

وكان الاباضيه لايؤمنون بغير الصدام المباشر وتوجيه الضربات المباشرة للجيش الاموي ولكن بتضحيات جسيمة اضعفتهم علي المدى البعيد بل ادى الي التضحية بالكثير من قياداتهم. أضف الى ذلك انشطار الخوارج الي اكثر من جناح ,واذا كان الخوارج على قدر كبير من عمق الايمان وجدناهم على قدر كبير من روح الجدل والنقاش المستمر لقياداتهم الامر الذي اضعف الحركة وشردمها علي ضوء نتائج النقاش.

اعلان الخلافه او الاماره القاعديه في جنوب اليمن
اعلان الامامة الاباضية في اليمن

أرتبط وجود الحركة الاباضية في اليمن بظهور عدة اسباب بعضها يتعلق بالحركة الاباضية ودعاتهم ومبادئها (الشورى, اقل تكفيرا, داعيها من ابناء حضرموت وليس المركز البصره) ، والبعض الاخر له صلة بمعاناة اهل اليمن من الحكم الاموي (ظلم واذى كبيران فقد كان الحاكم محمد بن يوسف الثقفي اخو الحجاج قال الخزرجي عنه: جمع المجذومين بصنعاء وجمع لهم الحطب ليحرقهم، فمات قبل ذلك.).
تنصيب بن لادن "الكندي" (طالب اذلال امريكا) اميرا للجهاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وبناء" علية تمت مبايعه عبد الله بن يحى الكندي( طالب الحق)اماما للمسلمين وسانده اهل حضرموت في حربه ضد بني امية (1) .

انطلقت حركة المعارضة الاباضية من شبام(4)عام 126 هـ بقيادة عبداللة بن يحيى الكندي الذي استطاع الاستيلاء على حضرموت والقبض علي واليها انذاك ابراهيم بن جبله بن مخرمه الكندي ، والتفت حول الحركة عدد من المدن اليمنية الجنوبية مثل ابين (5) ولحج(6) التي غدت الحركة بقواها البشرية لتواصل زحفها باتجاه صنعاء، وبلغ الوالي القاسم بن عمر الثقفي (128-129هـ) انباء تحرك الاباضية وقدومهم صنعاء فجمع عسكره وقاتل الاباضية لكنه هزم فأضطر للفرار الى بلاد الشام (7) وبعد ان يسيطر عبداللة بن يحيى على صنعاء، جمع الناس وخطب فيهم ودعاهم إلى كتاب الله وسنه رسول الله وأداء الفرائض والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (8) ثم اخذ يعد العدة لارسال قواته الى الحجاز بهدف السيطرة عليها وضم الجزيرة العربية كخطوة اخرى تستهدف القضاة على الدولة الاموية ، وكان قائد قواته ( ابو حمزة الشاري) الذي وافي مكه في موسم الحج من عام 129هـ وتمكن من الاستيلاء عليها بدون قتال بعد خروج عاملها عبد الواحدبن سليمان بن عبداللة (1) .
أما اهل المدينة فقد رفضوا الاستجابة للوافد ابي حمزة الذي ارسله اليهم طالبا اخلاء الطريق الى عدوهم ال مروان في الشام (2) ولما علم ابو حمزه بمسير اهل المدينة استخلف على مكة ابرهة الصباح وتوجه صوب المدينه ، وبدأ القتال في عام 130هـ/ 727م وهزم اهل المدينة (3) ونكبت مدينة رسول الله بقتلاها في قدير (4) واقام ابو حمزه بالمدينة المنوره ثلاثه اشهر ، احسن السيرة مع اهل المدينه

العدل ولكن مع الغلو والزيغ والمجازر البشريه

بغض اهل الحجاز الخوارج ولم يقبلوا حكمهم ، لا عتقادهم بضلالتهم فقد كانوا يعيدون صلاتهم اذا صلوا خلف ابو حمزة (4) ولم يتقبلوا منهم افكارهم خاصة بعد ان سمعوا المختار بقول : ( من وزني فهو كافر ومن سرق فهو كافر ، ومن شك في كفرهما فهو كافر)(5) ثم اقدام الاباضية علي قتل اسري قريش (6) مما دفع اهل الحجاز لمناصرة جيش الشام كيدا في الاباضية وانتقاما لقتلاهم في قديد (ورثب الناس على اصحابة حين جاءهم قتله فقتلوهم)

صحوات اهل المدينه ومكه:
بلغت الخليفة مروان بن محمد (127-132هـ) اخبار خروج الاباضية في اليمن والحجاز ، فأعد جيشا قوامه اربعه الاف مقاتل عهد بقيادته الى عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي

بعث الخوارج ستمائة مقاتل للتصدي لجيش الشام التقى الطرفان بوادي القرى (9) في عام (130هـ/748م) فدارت الدائرة عليهم وقتلوا، ولما وصل خبر الهزيمة ألي المدينة تركها ابو حمزة الخارجي الى مكه بعد ان استخلف على المدينه ( المفضل) احد اعيانها ، واجتماع اهل المدينة حول عمر بن عبد الرحمن بن اسدس عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، فلاحقوا الخوارج وقتلوهم جميعا في المدينة ، فدخل عبد الملك السعدي المدينة ظافرا ، ثم سار صوب مكة ، وهناك التقى اهلها (اي مكه) مع الجيش الاموي ضد الاباضية وقتلوا ابا حمزة الخارجي وهزمت الاباضية وفرت فلولهم المنهزمة أي اليمن

تتبع الجيش الاموي فلول الهاربين الى اليمن وفي بيشة (2) تقاتل الطرفان وهزمت الاباضية وقتل عبد اللة بن يحى الكندي (3) وفر الباقون ولحق من نجا منهم بصنعاء وبعث عبد الملك السعدي راس طالب الحق مع البشارة الى الخليفة مروان بن محمد وتوجه بعد ذلك الى اليمن وهرب عامل طالب الحق من صنعاء ، وارسل ابن عطية بعد استيلائة على صنعاء قواده يتعقبون انصار طالب الحق في الجند(تعز) وساحل البحر (4) فهربت الخوارج نحو حضرموت واحتموا بعامل طالب الحق عليها وهو عبد اللة بن سعيد الحضري الذي توافدت علية قبائل حضرموت، واحتشدت الجموع في المدينة شبام ولما بلغ عبد الملك السعدي بهذا الخبر استخلف ابن اخية عبد الرحمن بن يزيد ابن عطية على صنعاء وتوجه بجيشة الى حضرموت وتمكن من الاستيلاء على شبام ، وضل يقتل وينهب ويسب حتى اتاه امر الخليفة مروان بتوليته امارة الحج(5) .

الاغتيالات والتفجيرات :
نفذ الوالي الاموي امر الخليفة وسار نحو الحجاز في بضعة عشر رجلا بعد ان استخلف ابن اخية عبد الرحمن في صنعاء فلما كان في ارض مراد ترصد له جماعة من الاباضية انصار طالب الحق وقتلوه واصحابة

الانتقام والتنكيل الشيعي- الامريكي بالشعوب ثمنا لافعال الخوارج

الخليفه العباسي يقول : (( والله اوددت اني وجدت مثل الحجاج بن يوسف حتى استكفية امري وانزله احد الحرمين) فرد علية معن بن زائدة قائلا: ( يا امير المؤمنين ان لك مثل الحجاج عدة لو استكفيتهم كفوك) . فقال المنصور : ومن هو ؟ كانك تريد نفسك : قال : ان اردتها فلم ابعد عن ذلك(1)
حكم معن بن زائدة منذ عام ( 142-151هـ)(2) ثم استدعاه المنصور ليعنيه واليا علي خراسان واستخلف ابنه في اليمن نيابة عنه ثلاث سنوات (3) وشهدت اليمن في عهده ظلم وعسف عماله في المخاليف اليمنية سيما مخلاف الجند (تعز) وحضرموت ، وذلك لسوء( سيرة خليفة معن علي اهل مخلاف الجند، بحيث شاء منهم الحليلة واحتقرهم وصار مولعا باذلالهم ، ومن جملة ما ذكر عنه انه كانت لاتزف امراة الى بعلها حتى تعرض علية ، وربما وقع بها)(4).
فثار علية اهل الجند وقتلوه ، وعندما بلغ الخبر الوالي معن سارع بغزو الجند (تعز) واخرب قراها وقتل من اهلها حوالي الفين شخص ولم يكتف بذلك انما غور مياها كانت بقاع الجند (5) منها الماء الموجود في محارث اليهاقر(6) وغيره.كذلك استباح معن بن زائدة حضرموت عندما ثار اهلها ضد اخية العامل بمخلاف تريم وقتلوه. فهاجمهم وقتلوه منهم خلفا كثيرا واصدار اوامره لجنده بسد مياه العيون ، وقطع الاشجار ولبس السواد(7).

وكان بعض من قريش يشكون ظلم الولاة في حضرموت واليمن فقال له الخليفه المنصور :( يا ابن اخي فتغيب علي معن في قتل اهل حضرموت وقد اخذ بثاركم)-اي قتلى قريش في قديد كما اعلاه - فسكت عن ذلك القرشــي

اخبار اخرى:
اغتيال الحاكم الظالم
معن بن زائدة حياته ثمنا لسياسة البطش التي مارسها تجاه الخوارج فتذكر بعض المصادر (2) قضية مقتله بانها كانت على ايدي الخوارج الاباضية الحضارمة فقد قام محمد بن عمرو بن الله من بني الحارث من حضرموت بالاخذ بثار ابيه الذي قتله اثناء غزوه حضرموت.
استمرارية الاباضيه كمذهب سائد في جنوب اليمن حتى هجرة ال البيت اليهم 320 هـ
فقد ذكر المسعودي : ( ان حضرموت اكثرها اباضية الى هذا الوقت –وهو سنه اثنتين وثلاثمائه 302 هـ)
تقوقعت الحركة الاباضية (كمرجعيه مثلما قم والنجف) في شبام حضرموت بعد ان عجزت عن مد فكرها الي بقية الاقاليم اليمنية ، ولم تعاود نشاطها السياسي المعادي للنظام القائم طيلة العصر العباسي الاول . ويبدوان خضوعها للدويلات اليمنية المستقلة التي ظهرت فيما بعد كالدولة اليعقوية (2) قد زادها ضعفا وانحسارا".
انكبوا للعمل في الامو الدينية والمذهبية بدلا من الاشتغال بالسياسة ولم تعد تقم لها قائمة بعد ذلك

دولة الاباضيه والخوارج كانت اقوى وارسخ في بلاد المغرب لكنهم زائغون لا يذكرهم اهل الدين بخير

» تاريخ مشائخ قبيلة بكيل الماضي والحاضر
» موت القلوب بالجهل !
» الحج في الاسلام