عذاري نائب المدير العام
عدد المساهمات : 1040 تاريخ التسجيل : 11/06/2011
البطاقة الشخصية وصفي:
| موضوع: سلسلة الأجوبة الشرعية (34)قيادة المرأة للسيارة.! السبت سبتمبر 29, 2012 4:37 am | |
|
<P align=center> <P align=center>
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قضية اثيرت في الماضي و تثار الآن و احسبها ستثار مستقبلا ..... و كثرت حولها الأقوال فماحكم قيادة المرأة لسيارة وهل يختلف الحكم في المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول ؟ بسم الله الحمد لله .قيادة المرأة للسيارة نلخصه في التالي ثم نتبع الحكم بعرض الإشكالات الواردة عليه: 1-لا مانع من قيادتها للسيارة من حيث أصل المسألة.كقيادة المرأة للدواب ونحو ذلك. 2-تلتزم بأحكام الشرع عند قيادتها من لبس للجلباب والعفة والاحتشام . 3-يصرح لها بالقيادة في الطرق الداخلية وتمنع من قيادة السيارة في الخطوط السريعة وضواحي المدن. 4-يصرح لها بالقيادة في القرى والبوادي والهجر لوجود الحاجة. 5-لا إشكال في جواز تعليمها قيادة السيارة لأنها مهارة من المهارات التي يستفيد منه الجميع. 6-القول في منعها راجع إلى أهل الحل والعقد في البلد لأن لكل بلد خصوصيته وأعرافه واهل الحل والعقد هم الذين يقدرون المصالح والمفاسد فيرجع إليهم . ومن الناحيةالفقهية لاإشكال في قيادتها للسيارة ونحوها للأدلة التالية: 1-الأصل في الأشياء الإباحة ولايمكن أن نحرم ما أحله الله تعالى بمجرد الظنون والأوهام بل لايجوز أن أحرم ما أحل الله تعالى ولو كانت وجهة نظر لإن التحريم تشريع والتشريع مقدس ووجهات النظر ليست مقدسة فكيف أثبت المقدس بشئ غير مقدس !! 2-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحلال ما أحله الله في كتابه (يعني وسنة نبيه ايضا باعتبارها شارحة مبينة للكتاب)والحرام ما حرمه الله وما سكت عنه فهو عفو ثم قرأ (وما كان ربك نسيا) فهل قيادة المرأة للسيارة من المصرح بحكمه أم من المسكوت عنه ؟ لاشك أنه من المسكوت عنه فهو داخل في الدائرة الكبيرة والتي هي العفو . قال تعالى (ولاتقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب).بل لما قال عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم (لو حجبت نساءك يارسول الله !فلم يستجب له النبي صلى الله عليه وسلم مع أنها وجهة نظر قوية حتى نزل الوحي والتشريع يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بستر نساءه فامتثل .فتأملوا واتئدوا ولا تتعجلوا فهذا هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم . 3-أن تحريم قيادةالمرأة للسيارة سيوقع الناس في احد الأمور التالية : الأول:إيقاع الناس في الضرورة فلو داهم العدو-لاقدر الله-البلاد فإن المرأة لن تتمكن من الهرب -في أسوأ الأحوال-مع انالسيارات موجودة والمفاتيح موجودة فمن تنتظر؟؟!!. الثاني:إيقاع الناس في الحرج حيث ان بعض النساء تكون معلمة والأخرى طبيبة واكثرهن طالبات في الجامعة مثلا,فكيف يعالج الناس هذا الحرج ؟ سيعالجونه بما يتسبب في مفسدة عظمى وقد حدثت وتحدث وقد تقرر شرعا أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فماهي المفاسد والعلاجات الخاطئة خروج الموظفين من أعمالهم لجلب نسائهم انتشار ظاهرة السائقين وبالتالي حصول الريبة والمصائب الكبيرة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا ولو سلمنا جدلا بأن قيادة المرأة للسيارة فيها مفسدة فقد تقرر شرعا أن المفسدة العظمى تدفع بالمفسدة الصغرى .قال الله تعالى (ما جعل عليكم في الدين من حرج)فالقول بمنعها من القيادة سيؤدي إلى حرج .وفرق بين ما يؤدي الى الضرر وبين ما يؤدي الى الحرج ,ولو كان زوجها مسافرا للتجارة او غير ذلك من الحوائج فمن سيوصل ابناءها إلى المدارس والمستشفيات !!!! 4-صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنما النساء شقائق الرجال) استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي (كل ما خوطب به الرجل خوطبت به المرأة وكل ما يطلب من الرجل يطلب من المرأة ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بدليل ينهض للاحتجاج فيقول هذا خاص بالرجل وذاك خاص بالمرأة) فبناء على هذا الأصل ,بما أنه يجوز للرجل ركوب السيارة فكذلك المرأة لافرق وماهو الدليل على التفريق ,وأعني بالدليل :هو ما يستدل بالنظر الصحيح فيه علىالحكم الشرعي .لايوجد فيما نعلم ,والله أعلم . 5-أن قيادة المرأة للسيارة مهارة ذاتية والمهارة الذاتية لا يفرق فيها بين الرجل والمرأة من حيث الأصل فحسن الخط مهارة ذاتية لافرق فيها بين الرجل والمرأة. 6-هنا قضية نفسية فلسفية لابد من إمعان النظر فيها وهي: (القوي لايحب أن يرى الضعيف إلا ضعيفا كما هو حتى يشعر بالقوة ,فالقصير القامة يحب أن يقف بجانب من هو أقصر منه ليشعر بالطول ولا يحب أن يقف بجانب من هو أطول منه فيشعر بالحرج والضعف والضعيف يحب أن يكون قويا ) وهذا أمر في فطر الناس ويحسه من يستكشف نفسه ,لذا أرى أن السر الذي حدا بالكثير من الناس إلى أن يحرم علىالمرأة قيادتها للسيارة هو شعوره بأنها ستصبح قوية حيث ان قائد السيارة يشعر وكأنه على فرس فيزداد ثقة في نفسه وخصوصا إذا كانت السيارة عالية فخمة ,فبعض الناس لا يتحمل أصلا أن يرى الضعيف قويا فكيف تريد منه أن يناقشك ويأخذ ويعطي معك في هذا الموضوع,مثل بعض الدول القوية التي تمتلك القوة الذرية لا تتحمل نفسيا أن ترى دولة تعتبرها ضعيفة تمتلك قوة ذرية ,وهذا مشاهد معلوم . فالمسألة نفسية إلى حد كبير . 7-قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده)متفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ففي هذاالحديث وصفهن الرسول عليه السلام بثلاث صفات: الأولى :أنهن يركبن الإبل وأنهن صالحات ومن أفضل النساء. الثانية:أنهن مربيات فضليات . الثالثة :أنهن زوجات محافظات على مال أزواجهن . 8-قال بعضهم قياس نساء المؤمنين في قيادتهن للدواب على النساء في زماننا اللواتي يقدن السيارة قياس مع الفارق !! قلنا :نعم .مع الفارق لكن الفارق إما أن يكون مؤثرا وإما ألا يكون مؤثرا . ولننظر إلى الفوارق حتى نكون موضوعيين في الطرح: أولا:أيهما أستر الخيل والإبل أم السيارة وخصوصا إذا كانت مظللة ؟ ثانيا:أيهما أشد تعرضا للوقوف المرأة التي تقود الخيل وتسقيه وتعلفه وكذا الإبل أم السيارة التي قد يحصل لها تلف في الإطارات أو عطل وهو قليل وليس مطرد؟ ثالثا:أيهما أشد تعرضا للعابثين من قطاع الطريق والفسقة النساء اللواتي يركبن الإبل والخيول والعربات التي تجرها الخيول والحمير (الحنطور)أم اللواتي يقدن السيارات السريعة . 9-هل تتصور يا أخي أن تكون مثاليا أكثر من عصور السلف الصالح هذا لايمكن والخير والشر موجودان في كل عصر ففي صحيح البخاري في باب الصلاة كفارة أن رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يارسول الله :إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شئ غير أني لم أجامعها !! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :هل صليت معنا ؟ قال:نعم.فقال عليه السلام :لقد غفر الله لك وقرأ عليه (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ن الحسنات يذهبن السيئات)فقال الرجل :الي هذا خاصة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :لا بل هي للناس عامة . فالشريعة موجودة والأنظمة موجودة والردع والعقوبات موجودة فلم التوهم . قال العلماء (وأصل كل بدعة هو أن يرى الشخص نفسه أفضل من السلف الصالح إما بلسان حاله وإما بمقاله). 10-من المعلوم أن تأخير البيان عن وقن الحاجة غير جائز فلماذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على خولة بنت الأزور ولم ينكر على نسيبة بنت كعب ولم ينكر على غيرهن من المجاهدات اللواتي كن يقاتلن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة المجتمع والجيش إليهن. 11-الأصل أن المجتمع يستفيد من جميع الطاقات البشرية سواء أكانت هذه الطاقة رجالا أم نساء أم أطفالا حتى المعاقين يستفاد منهم فلماذا نجني على المجتمع بأن نعطل نصفه بل أكثر من النصف . 12-للأسف ان المسلمين في زماننا ينظرون إلى الأشياء بنظرتين : الأولى :الإفراط وهو التشدد والغلو والمبالغة والتنطع . الثانية :التفريط والتهوين والانجرار خلف الشرق والغرب في النافع والضار. فلا بد من التوسط فلا تهويل ولا تهوين . فأصحاب الإفراط والتشدد ينظرون الى المرأة كما ينظر الفلاح الى البقرة الحلوب فهي ليس لها وظيفة إلا الولادة والإرضاع ,نعم هذه وظيفة رئيسة من أثبت الثوابت لكن لا يمكن أن تكون وظيفتها بهذا الحصر فالمجتمع يحتاج الى الطبيبة والمعلمة والمخترعة والمبدعة والخطاطة وخبيرة الحاسوب الى غير ذلك من التخصصات . وأصحاب التفريط يريدونها أن تنحل وتنسلخ من دينها وكأن المجتمع لايمكن أن يتطور إلا بالعري والتخلي عن العفة والشرف والخلق الحميد .فكلا الفريقين واهمون . 13-تقرر في علم المنطق أن الإنسان يأخذ معلوماته من ثلاثة مصادر: *الحواس الخمس. *العقل. *الأخبار والمعلومات. فالإقناع له ثلاثة ادلة : اولا:الدليل الشرعي الخبري. ثانيا :الدليل العقلي . ثالثا:الدليل التجريبي . مثال ذلك :كيف تريد أن تقنع رجلا بطاعة والديه ؟ 1-الدليل الشرعي (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا). 2-الدليل العقلي (ابواك سبب لوجودك فكل خير تجده هم شركاؤك فيه لإنه لو لاهم لما جئت الى الحياة بل لولا هم لما دخلت الجنة لإنك قبلهما لم تكن موجودا بالفعل). 3-الدليل التجريبي (جرب لو مرضت الا يحزنان لمرضك لو نجحت في دراستك الا يفرحان فرحا شديدا لنجاحك). فنحن نقول : الدليل الشرعي في جواز قيادة المرأة للسيارة ذكرناه وبيناه . والدليل العقلي ذكرناه في تضاعيف المقالة . يبقى الدليل التجريبي (لنأخذ مدينة من المدن ونجرب عليها وتكون هذه التجربة معيار واضح لا يقبل التشكيك).
| |
|