<BLOCKQUOTE>
قال علامة الجزيرة حمد الجاسر وهو يصف الكتاب وأبوابه :الحجاز في صدر الإسلام :الأستاذ الدكتور صالح أحمد العلي (رئيس المجمع العلمي العراقي) والحائز على جائزة الملك فيصل العالية في الدراسات الإسلامية ، من أوسع الباحثين معرفة ، وأغزرهم ثقافة في الدراسات الإسلامية من تاريخية واقتصادية وعمرانية وغير ذلك ، مما يدخل في نطاق الدراسة والبحث ، ومؤلَّفه القيم :
(الحجاز في صدر الإسلام، دراسات في أحواله العمرانية والإدارية) هو مجموعة أبحاث نشر بعضها في مجلات معتمدة ؛ وهي موضوعات يجمعها نطاق عام هو توضيح أحوال الحجاز في العهود الإسلامية الأولى ، وما فيها من معلومات يساعد على فهم تطور الأحوال السياسية والاجتماعية والفكرية لإقليم تميز أهله في تاريخ الأمة والإسلام .
ويقع الكتاب في ستة عشر فصلا .
وقد تحدث المؤلف الكريم في الفصل الأول عن دور أهل الحجاز في تثبيت الإسلام ودولته وتوسيعه ، وعن مكانتهم زمن الخلافة الأموية ، وأثرهم في تنظيم الإدارة الإسلامية ، وفي النشاط التجاري وتنظيمه ، وعن دورهم في توجيه الثقافة في بغداد ، وعن مكانة علمائهم ، ويبدو المؤلف في هذا الفصل أن نظرته عامة ، فهم لم يأت بتحديد دقيق لمن تعنيه كلمة (أهل الحجاز) ، ومعروف اختلاف الجغرافيين المتقدمين في تحديد أقاليم الجزيرة ، وواضح أيضاً تداخل القبائل التي تسكن في هذه الأقاليم من حيث الجوار والاختلاط .
وإذن فتخصيص سكان ذلك القطر بتلك الأوصاف بحاجة إلى تعمق في الدراسة.
حقاً لقد كانوا السابقين إلى الإسلام ، وإلى نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام ، والجهاد معه حتى انقاد سكان الجزيرة للدين الإسلامي ، وشاركوا إخوانهم السابقين الأولين بما لهم من فضل في تثبيت دعائم الدين ونشره في مختلف الأقطار ، وتنظيم الإدارة الإسلامية فيها بعد أن انضم إليهم كثير من أهل الأقطار الأخرى ، بحيث أصبح من المتعذر تمييز أهل ناحية من نواحي الجزيرة على أهل الناحية الأخرى .
وتحدث الكتاب عن المؤلفات العربية عن المدينة والحجاز في المصادر العامة الأولى : كمؤرخ المدينة ابن زبالة ؛ ويحيى بن الحسن ؛ والمدائني ؛ وابن شبة ؛ والزبير بن بكار ؛ والأسدي ؛ وعرام ؛ والسكوني .
وأَتَى في الفصل الثالث بتحديد إقليم الحجاز عند المتقدمين ، وفي الفصل الرابع توسع في الحديث عن أرض الحجاز من الناحية الجغرافية في مناطقها الشمالية والغربية والجنوبية ؛ معولاً في ذلك على أقوال الجغرافيين ، وفي الفصل الخامس عن المياه والري ، كالعيون والمصانع والسدود والآبار والبرك والوديان ، وخصص الفصل السادس عن المنتجات الزراعية من النخيل والكروم والفاكهة والبقول والحنطة والشعير ، أما عن العشائر فقد خصص للحديث عنها الفصل السابع .
ويلاحظ أن ذكر أسد وعبس وغطفان من سكان الحجاز فيه توسع ، فكثير من بطون غطفان ومنهم عبس تنتشر بلادهم في نجد في أعلى القصيم إلى منطقة الحرار ، فكل المواضع التي سماها المؤلف من منازل عبس واقعة في القصيم وفي أعلاه ، كما يلاحظ أن كثيراً من النقول التي عَوَّل عليها الأستاذ المحقق هي مما ذكر البكري وياقوت وقد دخلها كثير من التحريف والتصحيف ، وما سلم من ذلك فهو بحاجة إلى تثبت ، إذ ليس كل ما ورد في المؤلفات الجغرافية القديمة ينبغي التسليم به .
وخصص الفصل الثامن لطرق المواصلات في الحجاز .
والفصل التاسع للمنازل بين المدينة ومكة ، ويقال في تحديد المواضع فيه ، مثل ما سبق القول عن منازل الحجاز ، ومن أمتع الفصول الفصل العاشر المخصص للأحوال الإدارية في الحجاز ؛ وتحدث الكتاب في فصول متتابعة عن تنظيم جباية الصدقات والأحماء (جمع حِمَى) والعطاء ، وتطور تنظيمه ، وملكيات الأراضي في الحجاز .
وختم الكتاب بفصل عن خطط المدينة اعتماداً على ما ورد في كتاب (وفاء الوفاء في أخبار دار المصطفى) للسمهودي ، وفصلين عن المعالم الجغرافية في مكة ، بالرجوع إلى كتاب (أخبار مكة) للأزرقي ؛ ولعل أبرز ميزة لهذا الكتاب أن مؤلفه بحاثة جليل ذو اطلاع واسع في التاريخ الإسلامي بصفة عامة ، وفي جغرافية بلاد العرب ، وهو في جل المباحث قد رجع إلى أمهات المؤلفات في الموضوع الذي يطرقه .
ومن هنا فقد هيأ للدارسين معرفة ما في تلك المصادر ، وما على من يريد التوسع في البحث ليصل إلى حقائق أهم وأشمل إلاَّ محاولة تطبيق تلك النصوص على ما تحدثَتْ عنه بطريق المشاهدة بعد التثبت من صحتها ؛ ومباحث الكتاب موسعة متشعبة، ولهذا وقع في (696) من الصفحات، وصدر عن مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1410هـ (1990م) بطباعة حسنة .</BLOCKQUOTE>
__________________