عذراً رسول الله

أوجبت عقيدة المسلم بأن يؤمن بكل أنبياء الله ورسله وكتبه وبكل
الرسالات والأديان السماوية وأن يحترمها ويقدرها بل ويقدسها مثلها مثل
مقدساته هو نفسه، ولا يحق له أن يتعرض لها بأي إهانة أو سب أو إساءة، وألاً
يهين رموزها وإلاً تعرض لعقاب شديد ينتظره قد يخرجه من الملًة نفسها.

وهو ما يعكس مدى الجُرم الذي ارتكبته عصابة حمقاء أخرجت فيلماً
أساء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية الفن والإبداع والتعبير،
وهو ما يتنافى مع المعنى الحقيقي لتلك المرادفات، حيث يجب أن تتجسد حرية
الفن والإبداع والتعبير في إخراج شئ نافع للناس ومفيد لهم.

أما من أساؤا إلى الرسول فقد أساؤا إلى أنفسهم فهو المُنزه من ربه، غير
أننا مشاركيهم في الإساءة إلى نبينا الكريم، حيث فرطنا في سنته الطاهرة،
وعدم اتباع نهجه وسلوكه الكريم القويم الذي ملأ الأرض رحمة وعدلاً وخلقاً
عظيماً. فهو صلى الله عليه وسلم أول وضع حقوق المواطنة فساوى بين اليهود
والمسيحين والمسلمين في المدينة في الحقوق والواجبات، وكفل حرية العقيدة
والعبادة، وأتاح بناء المعابد والكنائس، وحرم الجًور عليها، وكفل لغير
المسلمين حرية الاحتكام إلى عقائدهم فيما يخصهم، كما كفل صلى الله عليه
وسلم حرية التعبير والإبداع والمحاورة والنقاش، فما زجر أحداً ناقشه أو
تطاول عليه أو اتهمه بالجهل وملكيته للحيقية المطلقة وهى الأكيد.

وهو من أطلق صراح كفار قريش بعد فتح مكة بعدما طاردوه وطردوه وأهانوه
وعذبوه ونفوه، وهو الذي كان يوصي جنوده في فتوحاتهم بألاً يقطعوا شجرة ولا
نخلة ولا يحروقوا أرضاً ولا يتعرضوا لصبي أو إمرأة أو لراهب يتعبد في
صومعته. وهو الذي أمر أصحابه بألا يتعرضوا للأعرابي الذي بالً في المسجد،
وهو الذي أوصانا بالجار حتى ظننا أنه سيورثه ولم يذكر دين الجار أو مذهبه،
وهو الذي أحسن إلى الأعرابى الذى جاء فاجتذبه من رقتبه الشريفة وقال له
أعطنى مما أعطاك الله فليس مالك ولا مال أبيك.

فمالنا لم نقتدِ بالرسول الكريم حيث اتسعت خلافاتنا واختلافاتنا على لا
شئ، وزادت الفجوة فيما بيننا، ولم يسع أحداً غيره بل واحتكر الحقيقة لنفسه
رامياً غيره بالباطل، فصار ذلك حالنا إلى تشتت وفرقة زادت من أطماع أعدائنا
فينا. حتى غضبتنا لله ولرسوله يُساء بها إلى صورة الإسلام والمسلمين، فلا
أنكر على المسلمين أن يعلنوا غضبتهم على الرسول الكريم لكن أن تكون رسالة
توضح عظمته صلى الله عليه وسلم وقيم وقيمة الإسلام والمسلمين بصورة متحضرة
تبعث بالندم في المجتمعات التي احتضنت تلك العصابة الآثمة فتجعلهم منبوذين
ويتهافت الناس على معرفة ذلك الدين.

لا مبرر لحرق السفارات ولا قتل السفراء فهم في حماية الأمة وضيافتها وهو
ما يأمرنا به ديننا، فقد روى أن الرسول الكريم كان يُؤمنُ السفراء ويكرم
وفاضتهم، فمن العار أن يُقتل سفيراً أو مبعوثاً أو رسولاً مهما كانت إساءته
أو عداوة من أرسله.

لابد أن نواجه الحجة بالحجة والفن بالفن فالكلمة أقوى من السيف، ولابد
أن نجتهد في التمسك بديننا وبالاقتداء بالرسول الكريم، وأن نجتهد فى دعوتنا
لإسلامنا الذى أراه أكبر كثيراً من حجمنا.

منقول للكاتب: محمود البدري

» اول قناه فضائيه للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
» قصص الصحابي عمار بن ياسر،رسول الله
» يشتم رسول الله والأمه صابها ذل وهوان// نحرس كنايسهم بعسكرنا على المعبد حشود ..!!!